-A +A
محمد طالبي (جازان)
تستقبل جازان حجاجها العائدين من المشاعر المقدسة بالعديد من الأطعمة الشعبية، احتفاء بهم، أبرزها «المحشوش» المعد من لحم الأضحية، ويعد بطريقة تجعله صالحا للأكل لمدة طويلة، عبر حفظه بإحكام، فما إن تبدأ شمس يوم العيد بالبزوغ ويفرغ الإمام من خطبة العيد، حتى ينتشر الجزارون في أروقة القرى تتعالى أصواتهم مباركين بالعيد وعارضين استعدادهم لإنجاز مهمة الذبح في دقائق وبأعلى مستوى من الحرفية، وما هي إلا لحظات وتكون الذبيحة معلقة وسط فرحة الصغار ولهفة الكبار لوجبات دسمة سيكون ألذها في مساء يومهم الأول.
وبعد الانتهاء من عملية الذبح تتجمع النساء في أحد البيوت وكل واحدة منهن تجلب معها المكونات المطلوبة لصنع أكلة المحشوش في جو مفعم بالألفة وتجاذب أطراف الحديث وتناقل الطرائق والكيفية المتبعة لصنع أكلة المحشوش بجودة ومذاق فريد.

وأوضحت أم محمد أن أولى مراحل إعداد المحشوش تبدأ بعد الفراغ من الذبح بساعتين وتبدأ تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة متفاوتة الحجم وبنفس الطريقة يتم التعامل مع «الشحم» ثم يعزل كل على حده «اللحم» و«الشحم» وكلما كانت الذبيحة أكبر كلما طالت مدة الاستمتاع بهذه الطبخة السنوية والتي لا تصنع إلا في أيام عيد الأضحى.
وقالت: «وبعد ذلك يغسل اللحم ثم يترك في الهواء حتى يجف، ثم تحفر حفرة وتوضع فيها ثلاثة أحجار متقاربة الأحجام، ثم تركب القدر فوقها، ليتم إشعال النار في مرحلة يعقبها وضع الشحم فوق اللحم، ثم البهارات، مع الإبقاء على القدر فوق النار، إلى أن تستوي الوجبة الدسمة"، مبينة أن المحشوش يظل مدة طويلة دون تلف شرط أن لا تمسها اليد مباشرة، أو تصل إليها الرطوبة، فتأخذ منها ربة البيت على قدر الحاجة اليومية باستخدام ملعقة نظيفة، مسخنة على النار، ويتم تناول الوجبة مع أقراص الخمير أو خبز الدقيق.